Thursday, January 5, 2017

لله أولا وللأخوة ثانيا وللتاريخ ثالثا !!


ترويقة:
لله أولا وللأخوة ثانيا وللتاريخ ثالثا !!

هل السعوديون عنصريون ؟
لا والله ليسوا كذلك..
هل هناك سعوديون عنصريون ؟
طبعا وليس معقولا أن ننكر ذلك..
لكنّ هؤلاء ليسوا هم السعودية كلها ولا يعبرون عنها ولا يمثلون عشرين مليون سعودي إطلاقا..
وأجزم أن الكثير من هؤلاء لا يعرف أن مايفعله لا يمثل الإسلام ولا يتماشى مع أخلاقه وقيمه ولكنه ربما نشأ في بيئة أو استمع إلى شخص أو تأثر بظروف معينة فأصبح أسيرا لهذا المفهوم الجاهلي..
أما أن يقال عن شعب بكامله أنه عنصري لأن مجموعة علا صوتها ودوّت جلبتها فذلك هو الظلم بعينه..
نحن يا قومنا وأحبابنا لسنا عنصريين.. حاشانا..
وحين يكون بيننا عنصريون فإن العنصرية موجودة في كل بلاد الدنيا وعند كل الشعوب وحتى في أرقى الدول المتحضرة وتكاد العنصرية تتحكم في انتخابات دول كبرى وفي حكوماتها وقراراتها وتعلن عن ذلك بصراحة وبشكل سافر وبغيض..
نحن لسنا كذلك ولم يحدث عندنا مثل مايحدث عندهم ولا نفكر بتلك الطريقة وحين نخطيء ونتجاوز ويتهور بعضنا ويبالغ يأتي ديننا فيحجزه ويحجزنا كلنا عن التمادي وتغلبنا في النهاية أخلاقنا وفطرنا السوية..
بلادنا المملكة العربية السعودية تحمل رسالة راقية ومكانة مرموقة وموقعا مقدسا لا نظير له وستظل مهوى أفئدة المسلمين وملاذهم بعد الله ومرجعيتهم التي يؤوبون إليها..
هذه البلاد الطيبة فتحت ذراعيها بكل أريحية للمسلمين واحتضنت أجيالا وأجيالا من المهاجرين بدينهم وإيمانهم واستقبلت الراغبين في الحياة الكريمة العزيزة وشاركونا البناء والتغيير والتطوير وتبادلنا وإياهم المنافع والمصالح والحياة..
وطبيعي جدا أن تصدر أي بلد العديد من الأنظمة والإجراءات التي تنظم سوق العمل لديها وترعى مصالح أبنائها..
وبلدنا كذلك من حقها ولكن هناك فرق بين أن تنظم وبين أن تسيء وتؤذي من يعمل بألفاظ وعبارات جارحة وفير لائقة..
ونحن بصراحة ووضوح لا زلنا نحتاج إلى هذه الفئات الكريمة ولا نستغني عن خدماتها اليوم.. هذه الفئات تعمل وتكد وتتعب وتبذل وتأخذ على ذلك أجرا ومنفعة ولها علينا حق الإحترام والتقدير والتوقير وليس من حق أحد أن يسوطها بلسانه ويطلق عليها التهم ويرميها بالنقائص ويشكك في أخلاقها وأمانتها ودينها..
هناك من يغش ويخدع ويسرق ويخون..نعم وهؤلاء قطعا يستحقون العقاب والإبعاد والمنع من الدخول مرة أخرى..
لكن ليس كل الموجودين كذلك ولا يصح أن نعمم الأحكام وليس من حق أحد أي أحد أن يكون حديثه صباحا ومساء هجوما مستمرا عليهم وإساءة متواصلة وإطلاقا لعبارات لا يرضاها الله ولا رسوله ولا المؤمنون ولا نرضاها نحن السعوديون على وجه أخص..
من العيب والعار أن تجد إعلاميا مرموقا أو شخصية معروفة أو أستاذا كبيرا يتكلم بصورة متعالية أو مستفزة فيتطاول على هذه الجنسبة أو تلك من هذه الفئة الكريمة..
لقد ظل هؤلاء زمنا بعد زمن وجيلا بعد جيل يعيشون بيننا وفي كنفنا وحمانا آمنين مطمئنين..
الكثير والكثير منهم ولدوا وتعلموا وكبروا وتزوجوا وأنجبوا أولادا وأحفادا وشربوا حب المملكة مع الماء الذي شربوه وتسرب هواها إلى أجسادهم مع الهواء الذي تنفسوه..
اختلط كل شيء فيهم بسمائنا وأرضنا وهوائنا ومائنا وزرعنا وعاداتنا وتقاليدنا ومفاهيمنا فأصبحوا جزء من تكوين بلدنا وثقافته ومظاهر حياته..
هؤلاء الذين اختاروا الحياة والإقامة والعيش هنا ولا يعرفون عن بلادهم الأصلية إلا كما نعرف نحن ولا يرغبون أن يعرفوا أكثر من ذلك ولا يفكرون يوما أن يعيشوا خارج مراتع صباهم ومدارج شبابهم..
هؤلاء الحيارى والقلقون والخائفون على مستقبلهم وخاصة بعد صدور عدد من الأنظمة الحديثة..
ألا ينبغي ويعقل أن يحظوا بنظرة حانية وتعامل خاص وموقف يسجله التاريخ لنا وترفعه الملائكة على صحائف من نور ؟
موقف نكسب به محمدة عند الله ومغنما عظيما من الأجر ومعروفا نتقي به تحديات الواقع وتكالب الأعداء وتبدل الأحوال وضيق العيش..
أنا مواطن سعودي أحب بلدي وأهلها وكل شيء فيها وأحب الخير لأبنائها وأن يحيوا حياة كريمة شريفة ولكني أحب أيضا إخواني المسلمين الذين يقيمون معنا في بلدنا ويضيفون إلينا ونضيف إليهم ونتبادل وإياهم الفضل والخير والمعروف..
لست الوحيد في هذه المشاعر وهذا التوجه..بل هناك الكثير والكثير جدا من السعوديين الذين يحملون نفس هذه المشاعر والتوجهات بل وأكثر منّي بكثير..
يهمني هؤلا الذين يسكنون إلى جواري وجوارك ونصلي سوية ونتبادل الأحاديث والابتسامة والتآخي والجوار ويهمني أكثر هذه الأيام على وجه أخص هؤلاء المواليد الذين يطمعون وأطمع معهم في موقف كريم من بلدي يخصهم ويعني بشئونهم ولطالما وقفت بلدي مواقف الشرف والفضل..
يهمني أن ترتاح قلوبهم وتطمئن نفوسهم ويذهب عنها هذا القلق والخوف والترقب..
يهمني أن يكون من أهداف وأولويات كل أحد أن يقدر كل مسلم وأن يحفظ له حقه ويحرص على مشاعره ويكف عنه لسانه ويسمعه كلمة طيبة تأسره وتسره وتسعده..

أشعر بتفاؤل كبير ولدي أمل عريض أن يحمل لنا الغد القريب قرارا يرفع الله به هما وغما عن مواليد السعودية.. يزيد بلادنا قوة وتماسكا ويحفظ به أمننا وأماننا ويسبغ به علينا به وبغيره من صنائع المعروف نعمه وفضله العميم..

إبراهيم الحارثي

17 comments:

  1. بمثل هذه الحروف غسلتم عار البعض الذين تشربت قلوبهم العنصرية و بنص موقوف غير ثابت عن عمر رضي الله عنه
    يا أهل الشام شامكم

    ReplyDelete
  2. احسنت وابدعت أستاذ إبراهيم.. نعم هناك من ولدوا في هذه الأرض الطيبة وعاشوا وشربوا مائها وهواها وانتمائهم وحبهم وولائهم لهذا البلد الطاهر ولحكامها لابد من النظر في أمرهم واعطائهم حقوقهم المكتسبة وحفظ الله المملكة وحكامها وشعبها.

    ReplyDelete
  3. يذوب القلب كمدا من بعضهم .. والقلب يملؤه البعض سلوانا
    امثالك شيخنا

    ReplyDelete
  4. ماشاء الله تبارك الله استاذنا الفاضل ابراهيم وارجو ان ترجع الي الخطابه بأسرع وقت خسرنا منبر من منابر العلم

    ReplyDelete
  5. بالله قلْ لي أقرطاسٌ تخطُّ به ... في حلةٍ هو أم ألبستَه الحللا؟
    بالله لفظُك هذا سالَ من عسلٍ ... أم قد صببتَ على أفواهِنا العسلا؟

    ReplyDelete
  6. وفقك الله في الدارين

    ReplyDelete
  7. وفقك الله في الدارين

    ReplyDelete
  8. بكل أسف لو طبقنا تعاليم الدين لنبذنا العنصرية ولكن بعضنا يتمسح بقشور الدين ليقنع نفسه بأنه مسلم ويتحايل على الله
    ولكن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون

    ReplyDelete
  9. سلمت أناملك أستاذ إبراهيم ، بارك الله في هذه البلاد الطيبة ملكا و حكومة و شعبا و أدام عليها أمنها و زاد الله في خيرها و وفقها لما فيه خير للإسلام و المسلمين.

    ReplyDelete
  10. ليتك كنت وزيرا للداخلية

    ReplyDelete
  11. تحياتي استاذ ابراهيم،،،،
    هذا كلام بديع كبلسم قدمه طبيب لبعض المرضلتخفيف الألم وتسكين الوجع
    لكن الداء والبلاء موجود ولا يزول بمثل هذه المسكنات ، ةما لم يكن القرار حاسما والعلاج ناجعا فالداء يسري والمسكن يزول
    صحيح ان أمر الله نافذ ووعده صادق والعاقبة للمتقين، ولكن هذا في علم الله ، وأما الذي نحن مكلفون به فهو الدفع والمدافعة ، ولو كان في هذه المدافعة أمر ولي حاسم ونافذ وقرار نظام رادع وجازم لكانتالحال كما الوعد

    ReplyDelete