Tuesday, December 30, 2014

بين الحماقة والحصافة لحظة تهور

ترويقة:

بين الحماقة والحصافة لحظة تهور !!


يعني لازم الواحد [ يتحامق ] أولا ليتعلم ؟ لازم يجرّب بنفسه حتى يستفيد من الدرس ؟ 
أحد الشباب يقول .. خرجت قبل أيام إلى مشوار خاص بسيارتي اللكزس موديل ٢٠١١ وهي سيارة عزيزة عليّ وأحبها وأعتني بها كثيرا .. أثناء مروري في أحد الشوارع الرئيسة .. أردت أن أتجاوز سيارة مليئة بالعمال تسير ببطء شديد .. لكن سائقها منعني من التجاوز من جهة اليمين .. فحلفت بالله لأتعداه من أي جهة كانت وأبهدله وأطفشه وأربيه وأعرفه إن الله حق .. قهرني .. طبعا تجاوزته من اليسار ودخلت عليه وبدأت أضايقه وأستفزه وأوقف قدامه وأعطله وهو يضرب بوري ومغتاظ مني ويأشر بيده وواضح إنه يسبني .. كنت مقهور منه وسعيد إني ضايقته وبهدلته .. سرت أمشي ببطء شديد جدا حتى أوقفه تماما .. وبعدين أحرّك شوية شوية .. فوقف حتى ابتعدت وفجأة تقدم بسيارته [ الكحيانة جدا ] وصدمني بقوة .. فذهلت وانفعلت وغضبت ونزلت وشفت سيارتي في حالة يرثى لها .. طبعا ضربته على وجهه لكمة ولكمتين وكف وكفين وهو واقف لم يتحرك فتماديت في ضربه حتى جاء الناس وفكوا بيني وبينه .. اكتشفت إنه غير مؤمن على سيارته .. فكلمنا نجم وكلمنا المرور وتطوع أحد الذين حضروا الحادثة واتصل على الشرطة واشتكاني ووبخني بعض الناس على ضربي للرجل .. وبعد فترة جاء المرور وسين وجيم ودوشة وإجراءات وفجأة لقيت نفسي في الشرطة وسين وجيم وقلق وخاصمني الضابط وقال تتقوى على الضعيف ذا ؟ المهم دخلوني التوقيف وأنا في حالة لا يعلمها إلا الله وبعد أخذ ورد ومفاوضات .. تنازل عن ضربي له وتنازلت عن صدمه لي ولم أخرج إلا بعد ساعات وذهبت لسيارتي الغالية وبعد السؤال اتضح إنها تحتاج حوالي خمسة عشر ألف ريال لتصليحها في ورشة وليس في الوكالة ولو دخلت الوكالة لن تخرج قبل شهر وليس بأقل من عشرين ألف أو أكثر .. هذا ماحصل !! إيش رأيك ؟

- الله يسامحك .. هذا فيلم هندي مزعج ومؤلم وكئيب .. ياويلك من الله..
تخيل فقط أنك منذ اللحظة الأولى استعذت بالله من الشيطان وتركته يذهب في حال سبيله وتعاملت مع الموقف بعقل وروية وكظمت غيظك وتجاوزت بطريقة سليمة .. هل كان سيحصل كل ذلك ؟ لحظة تهور أوردتك مشاكل وتعطيل وتعدي على الآخرين !!

يا أخي الطريق الذي نسلكه .. يسلكه معنا الجاهل والأحمق والغشيم والمتهور والغائب عن العقل والعصبي والمجنون وكل واحد مشغول بنفسه وعالمه..

ياسادة.. ليس أمامكم خيار إلا أن تحصنوا أنفسكم وأهليكم بالأذكار وتتخلقوا بأخلاق الإسلام وتعطوا الطريق حقه..

ياسادة..
لا يكن أحدنا في لحظة تهور سببا في ترمل امرأة أو تيتم طفل أو فجيعة أبوين في وحيدهما أو ظلم ضعيف لا يجد ناصرا علينا إلا الله..

Saturday, December 13, 2014

معالي الأمين .. الله يقويك

ترويقة:
معالي الأمين .. الله يقويك ..
جدة تنتفض ضد مطاعم الفساد .. تثور ضد أصحاب الضمائر الميتة والنفوس الضعيفة .. مطاعم ال VIP تتهاوى وتتساقط تباعا أمام ضربات أمانة جدة..
قوائم طويلة وأسماء [كانت] كبيرة كشفتها الأمانة وعّرتها أمامنا .. لم تنفعها ديكوراتها المتكلفة ولا فخامتها المصطنعة .. كانوا يغشوننا في طعامنا .. كنا مساكين .. نخاف من أسمائهم العالمية أو الكبيرة .. ندفع بدون أدنى نقاش .. لدينا شعور داخلي أنهم يفهمون وأن لديهم معاييرهم العالمية ولديهم حرصهم الكبير على سمعتهم وأمانتهم .. كنا نرى مظاهر الخلل ونتذوق طعامهم الفاسد ولا يعجبنا ولكن كنا نشك في أذواقنا ونتهم أنفسنا ونقول .. لا يُعقل أن تخطيء هذه المطاعم الفخمة !! لا يمكن أن تغامر هذه الأسماء ذات الشهرة العالمية بعملائها !! حتى عندما نتأكد من سوء نظافتها وسوء ما تقدمه من وجبات لم نكن نفكر في تقديم بلاغ أو شكوى لأننا كثيرا ما يطول بنا انتظار تفاعل المسئول وتقهرنا برودته وعدم تجاوبه .. أما اليوم فالأمانة تستعيد دورها وتواجه الواقع وتفرض هيبتها .. لا أذكر أنني سمعت عن حملات وقرارات بهذه القوة وهذا الحزم وهذا التشهير وخاصة بأسماء كبيرة كهذه الأسماء .. لذا أقول..
يا معالي أمين مدينة جدة..
شكرا لك من أعماقنا .. شكرا على هذا الجهد المميز .. هو واجبك ولاشك وهذا ما ننتظره منك ومن أمانتنا العزيزة .. ولكننا سوف نذكر لك ذلك في تاريخك ونذكره في انجازاتك .. وسوف ندعوا لك ولفريقك في ظهر الغيب..
أنتم يا معالي الأمين هذه الأيام مع فريقكم في الأمانة نجومنا الزاهرة .. جدة فخورة بكم وبرجال أمانتها..
مجالسنا هذه الأيام تذكر منجزاتكم وتعتبرها أول الغيث ولكنها تنتظر أعمالا أخرى كبيرة .. لا شك أن أمامكم تحديات كبيرة جدا ولكن من بدأ بالعمل والجهد والانجاز عليه أن يتمه ونحن وراءكم ندعمكم ونثني عليكم ونبلغكم أولا بأول وسنكون عيونكم الساهرة..
فاستمروا .. استمروا .. استمروا ووسعوا جولاتكم وزياراتكم..
جدة وأهلها يريدون أن يتنفسوا هواء البحر الأحمر بلا فساد..

إبراهيم الحارثي

Wednesday, December 10, 2014

والله إنه لحرام أن يكون هذا أباً

والله إنه لحرام أن يكون هذا أباً !!
 لا جديد..
تصرخ..تنادي..تقرع الأجراس..
تحذر..تنفعل..تهدأ..لاشيء يتغير..غفلة تشبه الموت..
تابع فقط الصحف لتقرأ مايشيب له رأسك ويجمد الدم في عروقك..
صحيفة سبق تقول إن طفلة في الثامنة من عمرها أحيلت بالأمس إلى الطب الشرعي للكشف عليها بعد الاعتداء عليها في عمارة تحت الانشاء من قبل سائق يقوم بتوصيل الطلبات..!! 

طفلة في الثامنة !! تخيل معي الحدث كيف تم مع طفلة بهذا العمر ؟ لا أستطيع أن أتحمل التفكير في نظراتها ولا خوفها ولا فزعها ولا دهشتها ولا صدمتها ولا ارتعاشتها !!

أعود فأقول..لا جديد..موت القلوب وبلادة الشعور أصبحت علامة فارقة في حياة الكثير من الآباء والأمهات..!!
في مواقع التواصل ترى صورا كثيرة تظهر فيها طفلة بريئة وهي تجلس وتلعب في حضن السائق..
وطفلة أخرى تنتظر أمها وهي تنام على صدر السائق بكل براءة وكأنه أبوها !! وثالثة تتعلق برقبة السائق وتضمه إليها بكل براءة أيضا وهي تنتظر الأم العظيمة المربية لكي تنتهي من تبضعها وتعود إليها !! وهكذا وهكذا في صور لا حصر لها من التفريط والتهاون !!
والأولاد الصغار الذكور يجلسون أكثر وأكثر مع السائق ويذهبون ويعودون بكل أريحية !! وليست القضية السائق فقط بل الحارس وبائع البقالة وولد العم وولد الخال وولد الجيران وغيرهم وغيرهم..
الدراسات الحديثة تقول إن أكثر حالات التحرش والاعتداء تتم من قبل الأقارب والجيران !!

أيها الأب النائم في سريرك..المتكاسل عن متابعة وتفقد صغارك..أنت خائن !! أنت لا تستحق الأبوة !! أنت أب فاشل وقاصر ومفرط !! أيتها الأم المشغولة عن أولادك..يؤسفني أن أقول لك..أنت لست أماً !! أنت شيء آخر غير أن تكوني أماً !!

أيها الأب..قم..انهض من فراشك..أترك شلة أنسك..اقطع جلسة كيفك..قم..أوصل أبناءك وبناتك إلى المدرسة بنفسك..وأحضرهم من المدرسة بنفسك..اذهب بصغيرك أنت للبقالة وليس السائق ولا الحارس..خذه أنت إلى السوق والملاهي..علمه كيف يدافع عن نفسه..علمه كيف يقاوم..كيف يستنجد بالناس..كيف يواجه من يريد إيذاءه !! هناك أفلام توجيهية وتربوية ومنشورات ومطويات وغيرها كثير..لكن أين المتابع والحريص ؟ 

هذه القصص المأساوية التي يتعرض لها الأطفال..تحدث والأب والأخ الأكبر يغطان في نوم عميق أو يغرقان في جلسات الأنس والسمر والفلة..
تحدث والأم في عالم الموضة أو حوارات الواتس أب أو ربما تحدث وهي منهكة لأن كل شيء فوق رأسها لوحدها والمسئولية على عاتقها لوحدها..تنوء بحملها..وتعجز عن القيام بها..بينما الزوج في عالم الاستراحات والديوانيات المثير..

ياسادة..كلنا يتحدث عن هذه المخاطر ويروي المآسي فلماذا لا نستفيق من العجز والكسل ؟ لماذا لا نستعيد دورنا ونمارس أبوتنا ؟ أبناؤنا كنوز ثمينة..زينة للحياة..
[ المال والبنون زينة الحياة الدنيا ] فلا ينبغي أن نتركها ملقاة على قارعة الطريق لكل متسكع وضائع وتائه..
صدقوني..كارثة ليس لها نظير أن يفقد الأطفال طمأنينتهم ومشاعرهم وبراءتهم بسببنا !!
[ كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ]

إبراهيم الحارثي