Thursday, September 7, 2017

قم للمعلم أيها الإعلام ووفه التبجيلا !!

ترويقة:
قم للمعلم أيها الإعلام ووفه التبجيلا !!
قولوا لي بالله عليكم يامن جعلتم المعلمين والمعلمات هدفا ترمونه صبحا ومساء من علمكم كتابة وقراءة الحروف حرفا حرفا؟
من علمكم كيف تكتبون مقالاتكم وترصون حروفها وجملها وتصوغون أفكارها؟
من علمكم الأعداد عددا عددا وعلمك كيف تحسبون أرصدتكم وتطرحون وتجمعون وتضربون وتقسمون؟
من أقرأكم القرآن؟ من علمكم أم الكتاب؟ من حفظّكم الحديث؟
من أول من عرّفكم بأبي هريرة وعلمكم أنه عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه؟
من علمكم كيف تتوضأون وتصلون وتصومون؟
من علمكم الأخلاق والآداب والأعراف؟
من علمكم كيف تأسست المملكة ومن بناها وكيف بناها؟ من الذي علمكم مساحتها وجغرافيتها وحدودها؟
من الذي يقف على قدميه ساعات طويلة ليشكل العقول ويصوغ الأفكار ويبني القيم ويظل على مدى سنوات عمره يشرح ويفسر ويعلم ويوجه ويربي؟
من الذي يضحك لهذا ويبتسم لذاك كل يوم وكل حصة؟
من الذي يشجع هذا ويعاتب ذاك؟
من الذي يواجه كل يوم ثلاثين طالبا في كل حصة إن لم يكن أربعين ثم يخرج ليواجه غيرهم في الحصة التي تليها ثم يخرج ليواجه مثلهم في الثالثة وهكذا الرابعة والخامسة؟
يواجه كل ذلك العدد وكل واحد منهم له عالمه وشخصيته وظروفه ومزاجه وقدراته؟ وليته يرتاح ويهدأ أثناء ذلك بل هو حاضر في الفسحة معهم حتى يتفسحوا ويأكلوا وينتهوا وهو يتابع ويراقب ويتفقد وكم من المعلمين والمعلمات أعطوا مرات ومرات من جيوبهم لمن كان يعجز عن شراء فسحته لفقره وعجزه.. وكم من المعلمين والمعلمات الذين تولوا الإنفاق سنوات على طلاب وطالبات لايعلم حالهم إلا الله..
كم من الطلاب والطالبات الذين لم يجدوا أبا عاقلا ولا أما ناصحة فتولوا شئونهم وعالجوا مشكلاتهم وصنعوا منهم نماذج صالحة..
من الذي بعد كل ذلك الجهد يختم يومه مع إشراف نهاية الدوام ويخرج وقد بلغ به الجهد مبلغه ومع ذلك يأتي في اليوم التالي مبتسما متجددا مستمرا في عطائه وبذله على مدى عام كامل لا يضعف ولا يهتز ولا يتوانى ولا يتعب ولوا أراد أن يضعف أو يهتز لما استطاع لأن طبيعة اليوم الدراسي لا تسمح له بذلك ..
هذا كله فضلا عن التحضير وإعداد الوسائل وتصحيح الكراسات وإعداد الاختبارات والوقوف ساعات في قاعات الاحتبارات للمراقبة ثم تصحيح الأوراق ورصد النتائج وغير ذلك كثير..
أليس هو المعلم ؟ أليست هي المعلمة ؟
هل هناك أمة تتحدث عن معلميها كما نتحدث عن معلمينا؟ هل هناك أمة تستطيع أن تستغني عن المعلم ؟
لماذا إذا هذا الهجوم المستمر وهذا النقد الجارح المؤلم؟
المعلمون والمعلمات ليسوا ملائكة بل بشر يصيبون ويخطئون ولكنهم دعاة خير ورسل معرفة وعلم وثقافة وتربية وتوجيه..
تعلموا كيف تتحدثون عنهم وكيف تقدمون لهم النصح وكيف توجهون لهم الخطاب..
تعلموا أن المعلمين والمعلمات هم من يملكون أعظم وأرقى وأنبل رسالة في هذا الوجود..


إبراهيم الحارثي

Sunday, July 9, 2017

رسوم على القلب

رسوم على القلب !!
لست اقتصاديا ولا خبيرا بالسوق ولا أدعي المعرفة بخبايا القرارات التي تتبناها الدولة والتي تقوم طبعا على تغليب المصلحة العامة ومعالجة بعض أوجه القصور في اقتصادنا..
ولعل موضوع الرسوم المالية المطبق على المقيمين أحد هذه القرارات الهادفة إلى معالجة بعض الظواهر السلبية..
ومع كل التفهم والتقدير للمبررات الاقتصادية المذكورة إلا أنها في ظني تحتاج إلى إعادة نظر ومراجعة سريعة في أصل الفكرة وآليات التطبيق..
عودتنا الدولة وفقها الله أن تراجع بعض قراراتها وأن تعدل عنها حين يستبين لها رأي آخر ومصلحة أكبر وليس في ذلك عيب ولا منقصة بل هي الثقة بالنفس والرأي والمشورة وتغليب المصلحة العامة..
ولذا أعتقد ومن خلال قراءتي لعدد من التحليلات والمقالات الاقتصادية لكتاب سعوديين متميزين لديهم الخلفية العلمية والمعرفة المهنية التخصصية التي تمكنهم من إبداء رأيهم العلمي والمنطقي في مثل هذه القرارات الكبيرة والمؤثرة وللعلم فإن بعض هؤلاء الكتاب رجال دولة ومسئولين سابقين..
أقول من خلال كل ذلك يبدو لي أن موضوع الرسوم بصورته وآلياته الحالية له آثار مختلفة من الناحية الإقتصادية والاجتماعية والأمنية والإنسانية ..

وأعتقد أنه يمكن معالجة هذا الموضوع عبر عدد من الحلول والخيارات والصور التي تراعي مصلحة الاقتصاد الوطني ومصالح المواطنين كأفراد وشركات ومصالح المقيمين أيضا وتقلل من الآثار المترتبة على القرار الذي أصبح قضية القضايا..
ومن تلك الحلول مثلا:

- أن يتم تطبيق الرسوم على المتعاقدين الجدد بحيث يأتي المتعاقد الجديد إلى المملكة وهو يعلم ماله وما عليه ويحسب ظروفه جيدا قبل أن يتخذ قراره بالقدوم..
- أن يتم تصنيف المقيمين حسب الدخل فلا تفرض رسوم على أصحاب الدخل المتدني والظروف الصعبة..
- أن يتم فرض الرسوم على أصحاب الدخل المرتفع وتكون الرسوم نفسها متفاوتة حسب الدخل..
- أن يتم التفرقة بين المواليد وغيرهم وهذا الموضوع بالذات تحدثت عنه كثيرا وتحدث معي فيه كثيرون أيضا..
وقطعا إن من اتخذ من هذه البلد موطنا يدين له بالولاء  ودارا يعيش فيها وينتمي إليها بكل مشاعره ويتبنى كل ثقافتها وعاداتها وتقاليدها غير من يأتي للعمل سنتين أو ثلاث أو خمسة سنوات ثم يغادر إلى بلده..
المواليد وأهلهم ليس لهم موطن إلا هذه البلد ولذلك لا تجد لهم تحويلات إلى بلدانهم ولا استثمارات خارجبة فيها ولو قاموا بتحويل مبالغ لبعض أقاربهم البسطاء فهي مبالغ زهيدة ومحدودة وليست مؤثرة مثل بعض أباطرة المال من غير السعوديين الذين ثبت فعلا أنهم يستغلون بلادنا ويقومون بتحويل الملايين إلى بنوك بلادهم وغيرها ومع ذلك يتم في النهاية تطبيق نفس الرسوم على الجميع دون النظر إلى الدخل أو مكان الولادة أو عدد سنوات الإقامة..
- يجب التفريق أيضا بين المقيمين الذين لديهم ظروف معيشية أفضل في بلدانهم وبين المقيمين الذين لديهم ظروفهم الخاصة والصعبة مثل الفلسطينيين واليمنيين والسوريين والبورماويين وبعض الجنسيات الأفريقية التي لا تعترف بهم دولهم..
كلي أمل في أن حكومة بلادي وفقها الله ستراجع هذا القرار وتنظر فيه نظرة البلد العظيم الكبير الذي فتح قلبه وذراعيه لأبناء العروبة والإسلام فشاركونا البناء والنماء والانجاز ..
إن بلادا تضم الحرمين الشريفين ولها أياديها البيضاء في كثير من قضايا المسلمين شرقا وغربا قادرة بإذن الله على أن تحتوي المقيمين فيها وأن تضع من الأنظمة ما يحقق المصلحة العامة ويحفظ لكل ذي حق حقه سواء كانوا من المواطنين أو المقيمين..

وأخيرا هذه رسالة إلى بعض أبناء وطني الغالين..
من حق كل واحد أن يكون له رأي في هذا القرار ومن حقه أن يدافع عنه وأن يتبناه لكن ليس من حقه أن يطلق لسانه على إخوة لنا في العروبة والإسلام والإنسانية اضطرتهم ظروف الحياة أن يضعوا رحالهم في ديارنا وينزلوا بجوارنا وقالوا لأنفسهم ونعم الجوار جوار إخوتنا وبني عمومتنا السعوديين..
لا أشك في صدق نوايا وأصالة أخلاق الذين يتبنون القرار ويدافعون عنه ولكن يبدو أن الشيطان استزلهم دون أن يشعروا فقالوا في لحظات غفلة مالا يرضاه ربهم ولا دينهم ولا ورسولهم صلى الله عليه وسلم..بل إن بعض ماقيل في حق المقيمين لو عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبرأ منه..

أخي الغالي..
إننا ننعم اليوم بالأمن والأمان والرخاء الوفير في بلادنا وذلك فضل الله وعطاؤه وكرمه أولا وآخرا ثم فضل رجال بذلوا وضحوا  لننعم بكل هذه الرفاهية..لذا لا يصح بعدها أن نتعالى على أحد ونقول كلاما نسيء به للمقيمين عندنا ونستعدي به علينا العالم أو أن نقول عنهم ولهم ما ينفي عنا كرم الأخلاق وصدق المروءة وشرف الإخاء وأصالة الجوار..
هناك حكايات ومآسي لا ينبغي أن نغفلها ولا أن ندوس عليها ولا أن نشيح بوجوهنا عنها..
الدهر يا أحبابي ويا أبناء بلدي له صولات وجولات والأيام قُلّب والليالى حبالى يلدن كل عظيم..
يا أحبابي يقول عليه الصلاة والسلام : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء )
نسأل الله أن يحفظ بلادنا بحفظه ويديم علينا نعمه وأمنه وأمانه ويقينا شر الفتن وخطوب الدهر وفواجعه ويعيد لبلاد المسلمين أمنها وأمانها ورخاءها..
إبراهيم الحارثي

Tuesday, March 21, 2017

لعبة الواتس !!

ترويقة:
لعبة الواتس !!

أصبح الواتس عند البعض لعبة مثيرة تعتمد للفوز بها على كمية الرسائل التي يرسلها وعدد القروبات التي يشترك بها ويحلو له اللعب ليلا ونهارا بلا قواعد ولا ضوابط..
ولذا من الممكن أن يرسل إليك أحد هؤلاء المحترفين عشرة رسائل في اليوم ويظن أنه يسدي إليك معروفا عظيما ويتحفك بالمعلومات الجديدة وكأنه لا يعلم أن هناك من هو أنشط منه وأن هذه الرسالة جاءتك مائة مرة وأن عشرين مرة منها جاءتك منه هو شخصيا..
أما الثاني فلا يتركك حتى يودعك عند نومك برسالة ويستقبلك عند استيقاظك بأختها ويظن أنه لوحده فقط الذي يصبّحك ويمسّيك..
أما الثالث فتموت بنت خالة زوج عمة ولد جيرانهم فيرسل إلي القروب المكون من مائتي شخص ويخبرهم بذلك ويحتشد القروب عن بكرة أبيه لإرسال التعازي الحارة..
لمن هذه التعازي وماصلتنا بالميت وليس له قريب في هذا القروب ؟ لا أدري !! ومع ذلك يرسل كل واحد من المائة وتسعة وتسعين عضوا رسالة عزاء وبعد أربعة أيام أو أكثر يأتي الرقم مائتين ليرسل رسالة عزاء فيظن البعض أن هناك حالة وفاة جديدة فيجدد العزاء فيتبعه من لا يقرأ ولا ينتبه وهكذا نظل نعزي بعضنا..
وأما الرابع وما أكثر هذا الرابع فيأتي لك بالمكررات والغرائب والعجائب والأقوال التي لا تصح ولا تعقل ولا تنفع ويتحفك بها برسالة فردية أو عبر القروبات التي ينشط فيها بلا كلل ولا ملل..
وأما الخامس فينام نومة أهل الكهف ثم يستيقظ ليتحفك بما تجمع عنده دفعة واحدة لكي يكفر عن سباته العميق ثم يكمل الناقص ويظن أنها لم تصل فيعيد إرسالها مرة أخرى بكل حماس..
وهناك ثلاثة أو أربعة في كل قروب يتبادلون التحايا والسلامات والدعابات حتى الثالثة صباحا لتستيقظ فتجد أنهم أمطروا القروب بأربعمائة رسالة ونيف.. ونيف هذه بالذات ستجدها قاربت التسعين..
وأما الصور والمقاطع والنكات التي تفضح الناس والبيوت والعوائل وتسخر من أنواعهم وأشكالهم وصورهم وتجرحهم وتؤذي مشاعرهم فحدث ولا حرج..
أصبح التعليق الساخر والضحكة المجلجلة عند البعض أهم من كل مبدأ وأهم من كل قيمة ولتذهب المشاعر والأعراض إلى الجحيم..
فكرت كثيرا أن أحذف هذا الواتس وأريح نفسي من عناء مجاملة من لا يهتم ولا يراعي ولا يعرف حدود ما يرسل ومايختار.. وليس له عمل إلا القص واللزق والإرسال بلا فكر ولا وعي ولا تحفظ.لكن أعود فأصبّر نفسي وأحتسب الأجر.. ولكن إنما للصبر حدود..
يا أخي أين رأيك وبصمتك وفكرك وإضافتك؟ ولمعلوماتك ترى ليس من واجبات الدين أن ترسل كل يوم رسالة..
ياحبيبي لا ترسل..
أرجوك لا ترسل ..
ريحنا وريح الواتس وريح نفسك..
وإذا ملزم أرسل رسالة واحدة كل عشرة أيام ولتكن فاخرة ونوعية وثرية..
الله يرحم أبوك..                       

Tuesday, February 21, 2017

مساء الخير ياهيئة الترفيه

مساء الخير ياهيئة الترفيه !!
طبعا لم أستخدم السلام عليكم لأنها تحية غير عصرية ولا تناسب برامجكم الغربية المتطورة وربما مساء الخير نفسها لا تصلح لكم..
ليس لدي شيء جديد أضيفه على ماقاله الكثير من السعوديين لكم ولكن..
ربما تشعرون حاليا بالسعادة والنشوة وتتبادلون التهاني لتمكنكم من تنفيذ برامجكم الصادمة للدين والقيم والأخلاق والأعراف..
وأكاد ألمح بعض المسئولين عندكم يفرك يديه فرحا بما تحقق من برامج وحفلات يظنها إنجازا وترفيها غير مسبوق..
وسأكون صريحا وأقول لكم لقد نجحتم في تنفيذ ماتأمركم به أحلامكم وتوسوس به شياطينكم.. وطبعا لن تعدموا من يشارك معكم ويصفق لكم وستجدون من يقول لكم.. أحسنتم .. واصلوا طريقكم .. اضربوا المجتمع في عمقه الفكري والأخلاقي والقيمي.. أسقطوا حياءه وعفافه ومروءته ونخوته..
ومع كل التقدير لكم كأشخاص وليس كفكر ولا منهج ولا غاية صدقوني أنتم غائبون عن الوعي فاقدون للقدرة على رؤية الواقع والمستقبل..
إن من يأتون إليكم لا يريدون أكثر من أن يضحكوا أو يرقصوا أو يستمتعوا ببرامجكم لساعات ثم يعودون لبيوتهم ..
هؤلاء وإن جاؤكم إلا أنهم أبناء مجتمع مسلم لا تزال قلوبهم مرتبطة بدينها الذي خفت قليلا بسبب زخارفكم وزينتكم.. ثقوا أنهم وإن رقصوا وغنوا لا تزال فطرهم حية سوية ولكنها مخبوءة تحت وهج باطلكم الأثيم..
بالله عليكم ماذا تفعلون ؟
إنكم تنفقون أموالنا على برامجكم بغير حق ولا فائدة تُرجى..
تأكدوا أنكم تنفقونها ثم ستكون عليكم حسرة ثم تُغلبون..
إي والله ستغلبون في معركة القيم والأخلاق..
هل تدرون من سيغلبكم ؟
سيغلبكم المجتمع الذي لا يزال ثابتا على الدين مهما تعثر أو ضعف..
ستغلب برامجكم مآذننا السامقة التي تدوي (الله أكبر الله أكبر) كل يوم وليلة خمس مرات فتلامس أسماعنا وتسري في قلوبنا وتخالط أبشارنا وتوقظ أبناءنا وبناتنا الذين جاؤكم غفلة أو استطلاعا..
ستغلبكم صلوات أبنائنا وبناتنا ودوي قرآنهم في المحاريب والمساجد وأعماق البيوت والقلوب..
ستغلبكم دعوات أمهاتهم العابدات وآبائهم القانتين الذين لا يفترون في سجودهم عن قول اللهم من أراد بنا وبأبنائنا وبناتنا وديننا وبلادنا شرا فأشغله بنفسه واجعل تدميره في تدبيره..
ستغلبكم نفوسهم المشرقة التي تمتليء إيمانا وحبا لله ولرسوله صلوات الله وسلامه عليه..
ستغلبكم طاعاتهم وصدقاتهم وتطوعهم وأعمالهم الخيرة التي لا يفترون عنها مهما قصروا أو فرطوا..
ياهيئة الترفيه..
ابحثوا عن برامج غير هذه البرامج وما أكثر الترفيه في هذا العالم بلا معاصي ولا آثام وإلا فابحثوا عن بيئة غير هذه البيئة وأرض غير هذه الأرض فإنها قد تشبعت بالدين والقرآن والإيمان..
ياهيئة الترفيه..
لن تستطيعوا أن تفرضوا علينا خياركم طويلا ولن تقضوا بشيء ولو طرتم في السماء أو سبحتم في البحر أو حرثتم في الأرض..
الأمر لله من قبل ومن بعد..
(والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء)
هل تنازعون الله في قضائه ؟
لقد قضى أن كلمته هي العليا وأن دينه هو الغالب..
أنتم مساكين والله إنكم مساكين !!
ألا تقرأون وتتأملون الواقع ؟
قبل عقود من الزمن في مصر وبلاد الشام وبلاد المغرب العربي كان التغريب والإفساد وتغييب الهوية وتطويع الدين وتذويبه وتهميشه على أشده وكان النساء هناك يتعرضن لغواية الغاوين وعبث العابثين ولم يزالوا بهن حتى أخرجوهن من الستر والحجاب والحشمة إلى السفور والتعري إلا مارحم ربك..
فلما ظن الظانون أنهم نجحوا وغرّبوا وأفسدوا الشعوب والأجيال والأمة كلها..إذا بالنور المحمدي الرباني يسطع من جديد كأشد مايكون وهجا وألقا وضياء وعنفوانا..
عاد الدين وعاد الإيمان ليشرق على الأمة وينهض بها من جديد..عاد الحجاب ليدخل إلى كل بيت ومدينة وجامعة ووزارة..بل ليدخل حتى في الأحزاب والتجمعات والملتقيات  الشبابية..
عاد الدين حتى أصبح اليوم أكبر من أن يواجهه أحد أو تصادمه هيئة..
مهما علا شأنكم اليوم فإنكم ستذهبون ويبقى عملكم وصحائفكم شاهدة عليكم وستحملون أوزاركم وأوزار الذين تضلونهم وثقوا أن بعد كل هذا التعب والعناء لن يكون إلا ما قال الله (والعاقبة للمتقين) وكما قال أيضا..
(فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض)..

إبراهيم الحارثي

Thursday, January 5, 2017

لله أولا وللأخوة ثانيا وللتاريخ ثالثا !!


ترويقة:
لله أولا وللأخوة ثانيا وللتاريخ ثالثا !!

هل السعوديون عنصريون ؟
لا والله ليسوا كذلك..
هل هناك سعوديون عنصريون ؟
طبعا وليس معقولا أن ننكر ذلك..
لكنّ هؤلاء ليسوا هم السعودية كلها ولا يعبرون عنها ولا يمثلون عشرين مليون سعودي إطلاقا..
وأجزم أن الكثير من هؤلاء لا يعرف أن مايفعله لا يمثل الإسلام ولا يتماشى مع أخلاقه وقيمه ولكنه ربما نشأ في بيئة أو استمع إلى شخص أو تأثر بظروف معينة فأصبح أسيرا لهذا المفهوم الجاهلي..
أما أن يقال عن شعب بكامله أنه عنصري لأن مجموعة علا صوتها ودوّت جلبتها فذلك هو الظلم بعينه..
نحن يا قومنا وأحبابنا لسنا عنصريين.. حاشانا..
وحين يكون بيننا عنصريون فإن العنصرية موجودة في كل بلاد الدنيا وعند كل الشعوب وحتى في أرقى الدول المتحضرة وتكاد العنصرية تتحكم في انتخابات دول كبرى وفي حكوماتها وقراراتها وتعلن عن ذلك بصراحة وبشكل سافر وبغيض..
نحن لسنا كذلك ولم يحدث عندنا مثل مايحدث عندهم ولا نفكر بتلك الطريقة وحين نخطيء ونتجاوز ويتهور بعضنا ويبالغ يأتي ديننا فيحجزه ويحجزنا كلنا عن التمادي وتغلبنا في النهاية أخلاقنا وفطرنا السوية..
بلادنا المملكة العربية السعودية تحمل رسالة راقية ومكانة مرموقة وموقعا مقدسا لا نظير له وستظل مهوى أفئدة المسلمين وملاذهم بعد الله ومرجعيتهم التي يؤوبون إليها..
هذه البلاد الطيبة فتحت ذراعيها بكل أريحية للمسلمين واحتضنت أجيالا وأجيالا من المهاجرين بدينهم وإيمانهم واستقبلت الراغبين في الحياة الكريمة العزيزة وشاركونا البناء والتغيير والتطوير وتبادلنا وإياهم المنافع والمصالح والحياة..
وطبيعي جدا أن تصدر أي بلد العديد من الأنظمة والإجراءات التي تنظم سوق العمل لديها وترعى مصالح أبنائها..
وبلدنا كذلك من حقها ولكن هناك فرق بين أن تنظم وبين أن تسيء وتؤذي من يعمل بألفاظ وعبارات جارحة وفير لائقة..
ونحن بصراحة ووضوح لا زلنا نحتاج إلى هذه الفئات الكريمة ولا نستغني عن خدماتها اليوم.. هذه الفئات تعمل وتكد وتتعب وتبذل وتأخذ على ذلك أجرا ومنفعة ولها علينا حق الإحترام والتقدير والتوقير وليس من حق أحد أن يسوطها بلسانه ويطلق عليها التهم ويرميها بالنقائص ويشكك في أخلاقها وأمانتها ودينها..
هناك من يغش ويخدع ويسرق ويخون..نعم وهؤلاء قطعا يستحقون العقاب والإبعاد والمنع من الدخول مرة أخرى..
لكن ليس كل الموجودين كذلك ولا يصح أن نعمم الأحكام وليس من حق أحد أي أحد أن يكون حديثه صباحا ومساء هجوما مستمرا عليهم وإساءة متواصلة وإطلاقا لعبارات لا يرضاها الله ولا رسوله ولا المؤمنون ولا نرضاها نحن السعوديون على وجه أخص..
من العيب والعار أن تجد إعلاميا مرموقا أو شخصية معروفة أو أستاذا كبيرا يتكلم بصورة متعالية أو مستفزة فيتطاول على هذه الجنسبة أو تلك من هذه الفئة الكريمة..
لقد ظل هؤلاء زمنا بعد زمن وجيلا بعد جيل يعيشون بيننا وفي كنفنا وحمانا آمنين مطمئنين..
الكثير والكثير منهم ولدوا وتعلموا وكبروا وتزوجوا وأنجبوا أولادا وأحفادا وشربوا حب المملكة مع الماء الذي شربوه وتسرب هواها إلى أجسادهم مع الهواء الذي تنفسوه..
اختلط كل شيء فيهم بسمائنا وأرضنا وهوائنا ومائنا وزرعنا وعاداتنا وتقاليدنا ومفاهيمنا فأصبحوا جزء من تكوين بلدنا وثقافته ومظاهر حياته..
هؤلاء الذين اختاروا الحياة والإقامة والعيش هنا ولا يعرفون عن بلادهم الأصلية إلا كما نعرف نحن ولا يرغبون أن يعرفوا أكثر من ذلك ولا يفكرون يوما أن يعيشوا خارج مراتع صباهم ومدارج شبابهم..
هؤلاء الحيارى والقلقون والخائفون على مستقبلهم وخاصة بعد صدور عدد من الأنظمة الحديثة..
ألا ينبغي ويعقل أن يحظوا بنظرة حانية وتعامل خاص وموقف يسجله التاريخ لنا وترفعه الملائكة على صحائف من نور ؟
موقف نكسب به محمدة عند الله ومغنما عظيما من الأجر ومعروفا نتقي به تحديات الواقع وتكالب الأعداء وتبدل الأحوال وضيق العيش..
أنا مواطن سعودي أحب بلدي وأهلها وكل شيء فيها وأحب الخير لأبنائها وأن يحيوا حياة كريمة شريفة ولكني أحب أيضا إخواني المسلمين الذين يقيمون معنا في بلدنا ويضيفون إلينا ونضيف إليهم ونتبادل وإياهم الفضل والخير والمعروف..
لست الوحيد في هذه المشاعر وهذا التوجه..بل هناك الكثير والكثير جدا من السعوديين الذين يحملون نفس هذه المشاعر والتوجهات بل وأكثر منّي بكثير..
يهمني هؤلا الذين يسكنون إلى جواري وجوارك ونصلي سوية ونتبادل الأحاديث والابتسامة والتآخي والجوار ويهمني أكثر هذه الأيام على وجه أخص هؤلاء المواليد الذين يطمعون وأطمع معهم في موقف كريم من بلدي يخصهم ويعني بشئونهم ولطالما وقفت بلدي مواقف الشرف والفضل..
يهمني أن ترتاح قلوبهم وتطمئن نفوسهم ويذهب عنها هذا القلق والخوف والترقب..
يهمني أن يكون من أهداف وأولويات كل أحد أن يقدر كل مسلم وأن يحفظ له حقه ويحرص على مشاعره ويكف عنه لسانه ويسمعه كلمة طيبة تأسره وتسره وتسعده..

أشعر بتفاؤل كبير ولدي أمل عريض أن يحمل لنا الغد القريب قرارا يرفع الله به هما وغما عن مواليد السعودية.. يزيد بلادنا قوة وتماسكا ويحفظ به أمننا وأماننا ويسبغ به علينا به وبغيره من صنائع المعروف نعمه وفضله العميم..

إبراهيم الحارثي