Monday, September 17, 2012

مرحبا بالغضب


تحية إكبار وإجلال وتعظيم وتقدير وتبجيل لكل الذين خرجوا يتظاهرون اليوم في عواصم ومدن العالم العربي والإسلامي..
قبلة على رؤوسهم الحرة..تحية للذين خرجوا حمية ورجولة وانتفظوا غضبا لرسولهم المعظم ونبيهم المبجل صلى الله عليه وسلم..هؤلاء هم الأحياء بين الأموات والأجداث والهياكل الجوفاء..هؤلاء هم الأعزة والشرفاء بين مليار وخمسمائة مليون مسلم..هؤلاء هم الذين يمتلكون الكرامة والإباء..
لله درهم 

ودر أبيهم ودر البطون التي أنجبتهم..
لقد مارسوا حقا يكفله لهم قانون العالم وعبروا عن رأيهم واستنكارهم وحبهم السامي والعميق لسيد الدنيا وشريفها العظيم..ربما حصل منهم ماحصل وبدر منهم مابدر وهو غير مقبول ولا مشروع ولكن على الأقل كانوا أشرف منا وأكثر حرارة وتفاعلا مع المرارة والقهر والكمد الذي ملأ قلوبهم على حبيبهم عليه الصلاة والسلام..
أما أنا وأمثالي فلا زلنا نلوك الكلام ونجتر الحديث وندعي العمق والفكر والحكمة والفهم وبعد النظر ومعرفة التوازنات..
تبا لهذا الفهم الذي يجعلني باردا ساكنا ميت الإحساس والشعور..
ينتقص رسولي وحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنا أتصنع الحكمة والرشاد..
قاتل الله الخور والضعف..
الله يعلم حالنا ويعلم تقصيرنا ويعلم لأي درجة غلبت علينا دنيانا وغلبت علينا شقوتنا ولا حول ولاقوة إلا بالله..
محمد عليه صلاة الله وسلامة وبركاته..حبينا وقرة عيوننا ومهجة قلوبنا يساء إليه وينتقص من قدره ويشتم ويسب عيانا بيانا أمام سمع الدنيا وبصرها ولا يزال بعضنا يردد كلاما غريبا جدا..
يقولون لنا لا تتحدثوا عن الفيلم ولا تنشروه بالتعليق عليه..كيف هذا ؟ كيف وهو فيلم سيعرض على الملايين ويوضع في اليوتيوب ويتابعه الناس ومن بينهم أبناء العرب والمسلمين..كيف ونحن نعيش عصر الإعلام والمعلومة والصورة ؟ هل عدم حديثنا واستنكارنا سيمنع الفيلم من العرض والإنتشار ؟
هذا الفيلم يسيء إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فماذا سنقول لأبنائنا ولبقية العالم إذا صمتنا وسكتنا وادعينا الحكمة والهدوء وتركنا الآخرين يقدحون كما يحلو لهم وينتقصون كما يريدون ويشوهون بلا وجل ولا خوف ولا حذر ويتفننون بين فترة وأخرى في تشويه مقدساتنا ورموزنا وكل مايتعلق بنا ؟
بالله هل هذا منطق ؟ هل هذا من الفطرة والغيرة والنخوة والكرامة ؟
لم لا نغضب ونهز الأرض غضبا وحمية ورفضا واستنكارا ؟ لم لا نفعل ذلك ؟ ألسنا نحس ونشعر ونحب رسولنا صلى الله عليه وسلم ؟
تخيلوا لو خرجت الأمة كلها (مليار ونصف) بعد صلاة الجمعة يتقدمها حكامها وعلماؤها (تخيلوا) ورفعت قبضتها وقالت بكل قوة أعراضنا دون عرضك ونحورنا دون نحرك..يارسول الله..ماذا سيقول العالم ؟ بماذا ستتحدث عنا الدنيا ؟ ألن يقف العالم لنا على رجل واحدة احتراما وتقديرا ؟ بلى والله.. إننا أمة أبت عليها كرامتها وغيرتها وعقيدتها أن تسكت أو (تطنش) ؟ ألن يفكر ألف مليون مرة أي سفيه قبل أن يجتريء بالطعن على رسولنا المعظم صلى الله عليه وسلم ؟
كيف لو طرد العرب والمسلمون سفراء أمريكا عن بكرة أبيهم في ليلة واحدة ؟ كيف لو استدعوا سفراءهم جميعا من أمريكا في ليلة واحدة ؟
هل هذا صعب ؟ هل هذا مستحيل ؟ هل هو كبير على نصرة أعظم البشر وسيد الأنبياء والرسل ؟ إنه عرف دبلوماسي معتبر..
هل أنا مبالغ ؟ لا والله ولكن ربما يقول أحدهم كل هذا من أجل فيلم ؟ وأنا أقول له نعم أيها الرقيع البارد..كل هذا من أجل فيلم ومن أجل محمد صلى الله عليه وسلم ومن أجل حفظ جنابه الطاهر المقدس المكرم المعظم..من أجل أن يكف العالم سفهاءه وغلمانه ومجانينه عن نبينا اليوم وغدا وإلى قيام الساعة..
لو سودت قنواتنا لعربية والإسلامية شاشاتها مدة من الزمن تعبيرا عن رفضها واستنكارها أليس هذا من وسائل الإستنكار السلمية ؟ فكيف لو عكفت ثلاثة أيام كاملة للحديث عن أعطر سيرة وأكمل حياة عاشها إنسان مشى على وجه الأرض ؟
كيف لو وكيف لو ؟ والله لتغيرن أمريكا رؤيتها للحرية المزعومة ولتستحدثن قوانين تكف بها وتؤدب المتطاولين علينا..
كلما قلنا كفوا عنا سفهاءكم قالوا الدستور الأمريكي يكفل الحرية للجميع..
طيب ولماذا تحكمتم في مصادر المعلومات لكل القنوات الأمريكية أيام حرب الخليج وغيرها ؟ لماذا كنتم تتحكمون في الصور التي تنشرونها في تلك الأيام ؟ أين الحرية ؟ لماذا بعد هجمات سبتمبر اعتديتم على الحريات وأبحتم لأنفسكم التنصت والتجسس والمداهمات المخالفة للدستور الأمريكي ؟ أين الحرية المزعومة ؟ هل يجرؤ أحد على الدفاع عن تنظيم القاعدة وهجمات سبتمبر ؟ أين حريتكم ؟ هل يجرؤ أحد على الثناء في وسط نيويورك على بن لادن ؟
هل يجرؤ أحد على الإساءة لليهود أو الحديث عن الهولوكست في أوروبا بالذات ؟
أليس سيحاكم ويسجن ويطارد ويتهم بكل نقيصة ؟
إذا مرحبا بالتظاهر في البلدان التي تسمح به..مرحبا بالإعتصام أمام السفارة الأمريكية..مرحبا بالبيانات..مرحبا بالإيميلات التي تهدر كالسيل إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية وسفارة أمريكا في بلدك..مرحبا بالحملات في تويتر والفيس بوك..مرحبا بمخاطبة موقع اليوتيوب ومطالبته بحذف الفيلم..
مرحبا بطرد السفراء واستدعاء السفراء..مرحبا بالغضب والحمية والإنتفاضة من أجل سيدنا وسيد ساداتنا محمد صلئ الله عليه وسلم
لعل وعسى أن نقوم بشيء من حقه صلى الله عليه وسلم ومقامه الذي لن ينتقصه عند الله أحد ولن يضره كيد الكائدين ولا تنقص المنتقصين..(ورفعنا لك ذكرك)
يا لائمي في هواه والهوى قدر
لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم


2 comments:

  1. كلمات من ذهب .. بارك الله فيك يا شيخ إبراهيم

    ReplyDelete

  2. كلمات من ذهب .. الله يحفظكم ويبارك الله فيك يا شيخ إبراهيم

    ReplyDelete