Monday, September 28, 2015

قبلة على رأس رجل الأمن

قبلة على رأس رجل الأمن..
ليس لأنهم يقومون بواجبهم ويبذلون كل مايستطيعونه من جهد في سبيل خدمة ضيوف الرحمن.. وإنما لأنهم تغلبوا على ظروف عملهم الكثير والمضني ووقفوا أياما طويلة مرابطين بلا تعب ولا كلل تحت أشعة الشمس الحارقة في رمضاء مكة ومشاعرها المقدسة..
يتعاملون مع مئات الألوف من الحجاج القادمين من كل فج عميق.. جاؤا من الحواضر البعيدة والمدن المتطورة والقرى النائية والأدغال والأحراش والجبال والسواحل..
ضيوف كرام وأعزاء ولكنهم يختلفون في ألوانهم وأجناسهم وثقافاتهم ولغاتهم وأحوالهم..
كل واحد منهم له حاجته وطريقته وفهمه وفقهه ومع ذلك تعاملوا معهم بروح أخوية عالية ونفس طيبة كريمة..
تعاملوا بطريقة أبهرتنا وأدهشتنا وانتزعوا من خلالها إعجابنا وتقديرنا وحبنا.. ليس لأن ذلك شيئا جديدا عليهم.. أبدا.. وإنما لأنهم بمواقفهم وأخلاقهم تجاوزوا ظروف الزمان والمكان وأبوا إلا أن يكونوا بلسما طيبا يداوي حاجة الحجاج وضعفهم..
مئات الصور بل آلاف الصور العفوية الصادقة المعبرة تُلتقط لهم وهم يتبارون ويتفننون في خدمة ضيوف الرحمن..
مواقف كثيرة ومتنوعة تشهد لهم بالعطاء الكبير والخلق الكريم والقلب المرهف..
لم يتوانوا عن حمل الكبير والصغير وإغاثة الملهوف وإرواء الظمآن وإرشاد التائه..
يرشون المياه والرذاذ البارد على رؤوس ووجوه الحجاج والابتسامة الصادقة تملأ وجوههم وهم واقفون بالساعات في الحر والشمس والزحام والأجواء المليئة بالأنفاس والروائح..
كم أنقذوا من طفل صغير وكم حملوا من شيخ كبير وكم رفعوا من الأرض حاجا منهكا متعبا..
كم سهروا وتعبوا وتفانوا وكانوا نموذجا مشرفا للبذل والعطاء والرحمة والتفاني العجيب..
هل رأيتم تجمعا بهذا الحجم وهذه الظروف وهذا الخليط غير المتشابه يعامله رجال أمن في مكان من الأرض بمثل هذا اللطف وهذه الروح وهذا الخلق المتألق ؟
إنها أخلاق الاسلام وآدابه الراقية..
اللهم أسبغ عليهم فضلك وعطاءك وجودك واحفظهم في أهليهم وأولادهم واكتب لهم الأجر العظيم..
  

Sunday, September 13, 2015

يا زمان العجائب

ترويقة: 

يا زمان العجائب !!

واحد مكفت جمل صغير جدا في شنطة الجمس حقه والناس يسألونه كم ياولد ؟
قال سوموا !!
قال واحد ١٥٠٠٠٠ ألف !!
قال الثاني ١٦٠٠٠٠ ألف !!
قال الثالث من هو أبوه ؟ يعني الجمل طبعا؟
مافهمت إش قال..لكن من الواضح إنه يتكلم عن أبو الجمل بفخر شديد..
فقلت يارب مايسأله عن أمه لأنه عيب ويمكن يسير مشكله..يضربه بساطور ولا حديدة..بس الحمد لله انتهى المقطع قبل مايسأله !!
هذه المزايدات المالية التي يمارسها البعض بقوة على الجمال والتيوس وغيرها وتجد قبولا وإعجابا عند البعض الآخر..ماذا يمكن أن نقول عنها أو نعلق عليها؟
مهازل بيع الجمال بعشرات الملايين بدأت تغزو مجالات أخرى !!
الآن موضة جديدة !! مزادات التمور !!
ثلاث كراتين تمر بتسعين ألف ريال !!
إي والله..
ثلاث كراتين تمر بتسعين ألف !!
ليه ؟ عشان أيش ؟ إش فيها ؟
يانااااس !!
مئات الألوف وعشرات الملايين تذهب في الهواء عشان جمل أسود أو ناقة بيضاء أو كرتون تمر أو تيس قرونه طويلة ؟؟
لو زار المزايدون بعض أحياء الفقراء عندنا لوجدوا مايبكيهم بدلا من تلك الابتسامات التي تصاحب مزاداتهم..
والله إني أخشى من عقوبة عاجلة بسبب هذا التفاخر وهذه المزايدة الفارغة على جمل أو كرتون تمر أو شاة شعرها ناعم..
بالله عليكم كم في غزة وسوريا وبورما والصومال واليمن من أناس أشقتهم الحياة وعضهم الجوع وقطّع أكبادهم الظمأ ولفحهم الحر صيفا والبرد شتاء ؟؟
أيها المزايدون..
لا تحولوا طعامنا إلى سلعة غالية نعجز عن شرائها..الابل والغنم والتمر طعامنا الذي لاغنى لنا عنه..
احمدوا الله على نعمة المال والقدرة والصحة والأمن ولا تعرضوا أنفسكم ومجتمعكم للبلاء بسبب هذا الفخر المقيت وهذا الهوس العجيب..
يا أخي إشبكم ؟
تيس بنص مليون ؟
ثلاث كراتين تمر بتسعين ألف ريال !!
إش ذا التمر ؟ أنا لو شفت حبة من هذا التمر المقدس لتعوذت بالله من لمسها أو حتى من النظر إليها فضلا عن أحدث نفسي بأكلها..
طيب اللي اشترى هذي الكراتين من جد بياكلها ؟ يقدر يحطها في فمه ؟
يااااا قلبه يا أخي !!
فعلا يازمان العجايب..
[ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا]

Saturday, September 5, 2015

بلا انتخابات بلدية بلا كلام فاضي

ترويقة:
بلا انتخابات بلدية بلا كلام فاضي !!
هذا مايقوله البعض.. فهل أنت من هذا البعض ؟
أنا شخصيا لست منهم أبدا.. أنا عكس ذلك تماما.. حيث قمت بالدخول إلى الموقع الخاص بالانتخابات وجددت التسجيل وشعرت بالسعادة والفرح لأنني أفكر بهذه الطريقة الايجابية..
قد تختلف معي !! لا بأس..
قد تقول هذه انتخابات غير مؤثرة ولا قيمة لها..
قد تقول هذه انتخابات تروج لها الحكومة وتقوم بدعاية كبيرة لها لتقول للعالم إنها تتيح المشاركة الشعبية ولديها انتخابات وماشابه ذلك..
قد تقول هذه انتخابات تم تجربتها قبل ذلك مرتين وفشلت ولم يكن لها أي فائدة تذكر..
قد تقول هذه انتخابات شكلية ووهمية وغير عملية ولا تقدم ولا تؤخر في مسيرة الاصلاح شيئا..
قد تقاطع الانتخابات وتدعو إلى مقاطعتها..
قد وقد وقد..
من حقك أن تقول ذلك..
من حقك أن تعبر عن رأيك..
من حقك أن تعترض..
من حقك أن تقاطع..
من حقك أن تمارس هذا النوع من الانتخاب أو أن ترفضه..
لن أخوّنك ولن أتهمك ولن أعتبرك متشائما ولا يائسا ولا متطرفا ولا كارها لوطنك ولا صاحب فتنة..
لقد تجاوز الزمن هذا الأسلوب الرخيص في الحكم على من يختلفون في الرأي..
بل لقد منع الشرع المطهر من هذا التعدي وهذه الأحكام الجائرة وهذا الاسفاف في الخصومة.. بل إن هذا الأسلوب ليس من الوطنية في شيء ويدعو إلى العداء والفرقة والتخاصم..
أنا وأنت يا أخي أبناء وطن واحد وكلانا قلبه على الوطن..
كلانا يريد أن يراه شامة بين الأوطان..
كلانا يريد الاصلاح..
كلانا ينشد التغيير..
كلانا يتمنى أن تكون المملكة العربية السعودية حاضرة العالم وعنوان التمدن..
وكما آمنتُ بحقك في أن تختلف معي.. أرجو أن تؤمن بحقي في أن أختلف معك.. من حقي أن أرى غير ماترى.. من حقي أن أشارك في هذه الانتخابات..
من حقي أن أدعو الناس للمشاركة..
من حقي أن أعتبرها خطوة رائعة ضمن خطوات أخرى تأخذنا قليلا قليلا إلى مشاركة أوسع وفعالية أكبر في بناء وطن شامخ وعزيز وقوي ومتحضر..
سأشارك في هذه الانتخابات باذن الله..
سأكون مساهما في هذا النوع من التغيير والبناء.. سأدعو كل مواطن يحب بلده للمشاركة.. للتسجيل..
سأنظر لهذه الانتخابات بإيجابية عالية.. هناك فرق كبير بين هذه الدورة وسابقتيها..
هناك عدد أكبر من المرشحين..
هناك عدد أكبر من المنتخبين..
هناك صلاحيات أكبر..
هناك شروط أفضل في المترشحين..
هناك ظروف وأجواء أحسن من قبل..
هناك رقابة مجتمعية كبيرة..
هناك أدوات تواصل اجتماعي ترصد وتتابع وتنشر وتتحدث بحرية ووطنية صادقة..
هناك وعي ونضج ومشاركة مجتمعية ونقد وعتب بنّاء يحقق مصلحة كبيرة ومفيدة..
هناك تجربتان سابقتان ناجحتان إلى حد ما..
انتخبنا فيها شخصيات وتم تعيين شخصيات أخرى..
قام الكثير منهم بدورهم على قدر استطاعتهم وبذلوا جهدا ملموسا وحققوا إنجازات عدة تُسجل لهم ولا تُنكر أبدا..
هذه الدورة في رأيي ليس أمامنا إلا أن نشارك فيها وأن نخرج أنفسنا من أجواء اليأس والتشاؤم والاحباط..
دعونا نشارك ونتفاعل ونتفاءل..
دعونا نساهم ونتعود على هذه الأجواء الجميلة..
قد تكون بسيطة ومحدودة ولكن هي خطوة مع خطوات أخرى وتتلوها خطوات أكبر باذن الله..
لدينا اليوم انتخابات في الغرف التجارية والنوادي الأدبية واتحادات الكرة والمجالس البلدية وكلها تتيح الفرصة لنا لنعبر عن مشاركتنا في التغيير باختيار من يمثلنا..
لا بديل لنا عن المشاركة والتسجيل ودعوة الآخرين للتفاعل البنّاء والاستعداد ليوم الانتخابات..

 ]وتعاونوا على البر والتقوى[