Friday, August 12, 2016

يعيش حياته ويقتل حياة الآخرين

ترويقة:
يعمل ويجتهد وإذا حل موعد أجره ماطله صاحب عمله أو جحده وأنكره..
القضية ليست أن هذا الفعل منكر في حد ذاته..
هو منكر ولاشك ولكن القضية أيضا هي أن لهذا الانسان المضطهد حياة ومسئولية..
له أمٌ هنا تطلبه أو أمٌ هناك في بلده البعيد تنتظر دواءها وأبٌ ينتظر معونته وزوجة تترقب سدّ حاجتها وأطفالٌ يذهبون إلى الدرس ويتعبون ويمرضون ويحتاجون..
هناك أسرة تحملت فراق عائلها لعلها تستطيع أن تعيش فوق سطح الأرض كما يعيش البشر..
سفرٌ طويل وغربة مضنية ومشقة كبيرة وأكل جاف وماء غير نقي وسكن متعب..
كل ذلك يفعله توفيرا للقمة خبز هنية يضعها في فم بنته الصغيرة التي بكت دما وهو يودعها وبكى هو ألما على بعده عنها..
وبعد ذلك لا يجد حقه ولا أجره ويُؤخر شهرا وشهرين وستة !!
إذا من أين يأتي لمن هم هناك بالدواء والطعام ؟ كيف يجلبه لهم ؟ والمدرسة من يسد طلباتها وحاجاتها؟
ألا يفكر هذا المماطل في فعلته؟
أليس لديه قلب ينبض؟
أليس لديه ضمير يحس؟

أليس إنسانا؟
العجيب أنك تجده بعدها يطلب من الله الرحمة والمغفرة وربما شارك في إفطار صائم وربما حج واعتمر ورفع يديه يطلب الرضا والسعادة وصلاح الولد وسلامة الجسد ونماء المال !!
وربما تصدر المجالس يتحدث عن الظلم والظالمين !!
كيف هذا وقد فعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الظالمين ؟
أنت نموذج للتناقض الصارخ والبجاحة وصفاقة الوجه..
ليتك ترجو فقط أن تسلم من دعوة سرت في جنح الليل مخضبة بالدموع موشاة بالزفرات..
ياحسرة على دنياك وآخرتك..

2 comments: